أخبارالقانون والمحاكم
إيطاليا: أعمال شغب في مركز احتجاز مهاجرين بعد انتحار شاب غيني
أوقفت السلطات الإيطالية، 14 شخصا بعد أعمال شغب نشبت في مركز احتجاز ما قبل الترحيل في بونتي غاليريا، قرب العاصمة روما، في أعقاب الانتحار المأساوي لمهاجر من غينيا، وفتحت تحقيقا في التحريض على الانتحار.
يقوم قضاة في روما، بفحص المعلومات الأولية بشأن حادث الانتحار، الذي وقع في الساعات الأول من يوم الأحد الماضي، في مركز احتجاز ما قبل الترحيل في بونتي غاليريا، بالقرب من العاصمة الإيطالية.
وفتح المدعي أتيليو بيزاني، تحقيقا رسميا في التحريض على الانتحار، وهي خطوة ضرورية لتنفيذ سلسلة من خطوات التحقيق، بداية من تشريح جثة الشاب البالغ 22 عاما، والذي كان يقيم في مركز ما قبل الترحيل، قبل أيام قليلة من إقدامه على الانتحار.
وتم نقل الشاب، وهو من غينيا، إلى روما من منشأة لاستضافة المهاجرين في تراباني بصقلية.
وكشفت مصادر بالتحقيق، أن الشاب شنق نفسه بملاءة، وسيقوم المحققون بفحص مقاطع فيديو من كاميرات المراقبة داخل المركز، وكذلك الرسالة التي تركها الشاب، وكتب فيها “لم أعد قادرا على الاستمرار”، مطالبا بدفن جثته في أفريقيا. ولفظ الشاب أنفاسه قبل تدخل العاملين الصحيين.
المراكز تسبب اليأس ويجب غلقها
ودعا أعضاء من المعارضة من يسار الوسط، إلى غلق مثل هذه المراكز في أعقاب الحادث، حيث أكد الحزب الديمقراطي، وحزب “بيو أوروبا (المزيد من أوروبا)”، واليسار الأخضر، أن “نظام الاحتجاز ينهار مع تزايد عدد حالات الانتحار”.
وأضافت الأحزاب، أن مراكز الاحتجاز ما قبل الترحيل “هي أماكن بلاء، ولا تساعد في زيادة عدد عمليات الترحيل”، داعين إلى غلقها.
في الوقت نفسه، لا يزال تحقيق آخر مستمر في أعمال الشغب التي نفذها نزلاء في المركز، وأدت إلى توقيف 14 شخصا، بتهم مقاومة وإيذاء موظفين عموميين، وإتلاف الممتلكات، والحرق العمد.
وقالت مصادر التحقيق، إن المشتبه بهم يحملون جنسيات مغربية وباكستانية وغينية وكوبية وتشيلية وسنغالية وتونسية ونيجيرية وغامبية، وأشارت إلى أن ستة منهم ينحدرون من المركز في تراباني. وأرسل مسؤولو الأمن، الذين تدخلوا لوقف أعمال الشغب، تقريرا أوليا حول حوادث العنف في المركز إلى المحققين في روما، الذين يتابعون القضية.
توقيف 14 شخصا بعد أعمال شغب
واندلعت أعمال الشغب في الساعة التاسعة ونصف صباح يوم الأحد الماضي، عندما بدأ بعض النزلاء في الجناح المخصص للنزلاء الذكور بإشعال النار في المراتب، وإلقاء أشياء على العاملين.
ورغم أن الوضع قد بدا أنه عاد إلى السيطرة، إلا أنه في الساعة الواحدة ظهرا حاولت مجموعة أخرى من المهاجرين في البداية اختراق حاجز، ثم بدأوا في إلقاء أشياء أخرى على قوات الأمن.
وبعد حوالي ساعة، فتح بعض النزلاء بابا أمنيا بالقوة، وتمكنوا من الوصول إلى منطقة كانت تتوقف فيها سيارات الشرطة، وحاولوا إشعال النار في إحداها. وفي موازاة ذلك، فتح أشخاص آخرون بعض الأبواب عنوة، ودخلوا غرفة تستخدمها شرطة كارابينيري، وسرقوا بعض الأغراض الشخصية، وألحقوا أضرارا بالغرفة.
واستخدم الضباط، الغاز المسيل للدموع للسيطرة على الوضع، ومنعوا بعض النزلاء من الفرار، بمساعدة من موظفي المركز، وفرقة الطيران. ولم يتمكن مسؤولو الأمن من السيطرة على المنشأة إلا في الساعة العاشرة مساء الأحد، وأصيب 3 ضباط خلال أعمال الشغب، من بينهم عريف في الجيش أصيب بتمزق في الأوتار، وتم تشخيص حالته ويحتاج للعلاج لمدة 30 يوما.
وتعرضت المنشأة إلى أضرار جسيمة، حيث تم هدم جدارين وأكشاك الهاتف، وتدمير أقفال الأبواب الأمنية، بالإضافة إلى ثماني كاميرات مراقبة.
المصدر : مهاجر نيوز