أخبارالقانون والمحاكمسياسة وعلاقات دولية
أدلة جديدة حول دور السلطات الإيطالية في حادثة غرق قارب “كوترو”
كشفت وسائل إعلام تفاصيل جديدة حول حادثة الغرق التي راح ضحيتها 94 مهاجرا قبالة سواحل بلدة كوترو الإيطالية، وعاينت تقريرا رسميا يشير إلى أن السلطات الإيطالية كانت أصدرت إشعارا من غرفة المراقبة الأوروبية، المشتركة مع وكالة “فرونتكس” الأوروبية، بأن المركب الذي كان يحمل حوالي 200 مهاجر لم يكن “ذات أهمية خاصة”.
مضى 11 شهرا على حادثة الغرق المأساوية قبالة سواحل جنوب إيطاليا، ولا تزال التفاصيل تتكشف عن مجريات أحداث يوم 26 شباط/فبراير 2023، الذي فقد فيه 94 شخصا حياتهم بعد غرق قاربهم بالقرب من بلدة كوترو في منطقة كالابريا.
وفي تقرير مفصّل عن الحادث صادر عن السلطات الإيطالية، التي كانت موجودة في مقر وكالة حرس الحدود الأوروبية “فرونتكس” في وارسو ليلة المأساة، ورد أن المسؤولين الإيطاليين اعتبروا أن وضع القارب لم يكن “مثيرا للاهتمام بشكل خاص”، حسبما كشف موقع “يوراكتيف”.
وفي ليلة 25 فبراير/شباط، قبل ساعات من غرق قارب المهاجرين، اعترضت طائرة تابعة لوكالة “فرونتكس” القارب، وبعثت معلومات إلى غرفة المراقبة الأوروبية في مقر وكالة الحدود التابعة للاتحاد الأوروبي. وكان هناك عضو في الحرس المالي الإيطالي (Guardia di Finanza) وممثل عن خفر السواحل الإيطالي في ذلك المقر بحسب تقرير حادثة “فرونتكس”، الذي حصلت عليه “يوراكتيف”.
وفقا للتقرير، كان يعمل الممثلان الإيطاليان كحلقة وصل مع مركز التنسيق الدولي (ICC) في روما ومركز تنسيق الإنقاذ البحري الإيطالي (MRCC). إلا أنهما لم يبلّغا “فريق غرفة المراقبة الأوروبية بأن القضية ذات أهمية خاصة”، كما أوضح التقرير.
وذلك رغم إشارة المعلومات التي وصلت إليهما إلى أن طائرة مراقبة تابعة لوكالة “فرونتكس” رصدت القارب الذي كان يبحر “بشكل طبيعي” بسرعة نحو ست عقد في الساعة، وسط أمواج “هائجة” يبلغ ارتفاعها 1.25 و2.5 متر. لكن بسبب سوء الأحوال الجوية استدارت طائرة فرونتكس وعادت إلى قاعدتها.
رغم ذلك لم يعتبر الفريق الإيطالي أن الأمر يمثل وضعا عاجلا، حسب التقرير. وبالتالي، قررت السلطات الإيطالية إرسال سفينتين من الحرس المالي إلى المنطقة.
وبسبب أمواج البحر الهائجة، مثل طائرة فرونتكس، عادت سفن السلطات الإيطالية أدراجها، وقالت في بيان صحفي “على الرغم من الجهود المبذولة لتحقيق الهدف، مع الأخذ في الاعتبار الظروف الجوية والبحرية الصعبة واستحالة الاستمرار في أمان تام”، فإن القوارب الإيطالية عادت إلى الميناء.
وبعد ساعات قليلة، أثناء الليل، تلقّت وكالة فرونتكس مكالمة عبر الأقمار الصناعية من القارب، وأحالت الرقم إلى السلطات الإيطالية المتواجدة في وارسو.
مع ذلك، في الساعات الأولى من صباح 26 شباط/فبراير، وقعت الحادثة، واصطدم القارب بحاجز رملي في منطقة ضحلة أدت إلى تحطمه وغرقه. وبعدها، بدأت إيطاليا عمليات البحث والإنقاذ.
تستر على الحادثة؟
ومع انجراف جثث الضحايا على ساحل كوترو في الأيام التي أعقبت غرق السفينة، سرعان ما تم التشكيك في دور السلطات الإيطالية في هذه المأساة.
كشف تحقيق أجراه فريق الصحافة التعاونية “لايت هاوس ريبورتس” عن أدلة على تورط إيطاليا ووكالة حماية الحدود الأوروبية “فرونتكس” في التستر على المعلومات الرئيسية المتعلقة بالحادث. وقالت إيطاليا في وقت سابق إنها كانت ستطلق مهمة إنقاذ لو كان لديها ما يكفي من المعلومات في الوقت المناسب.
لكن، أفاد فريق “لايت هاوس ريبورتس” باكتشاف أدلة تظهر أن إيطاليا لم تكن صريحة وأن فرونتكس ساعدت في التستر على الواقعة التي أسفرت عن مقتل 94 شخصا على الأقل، من بينهم 35 طفلا.
وتظهر الصور التي حصل عليها مهاجر نيوز بعد أيام قليلة من المأساة أن القارب كان مكتظا للغاية، بنساء وأطفال كانوا متوزعين في مختلف أقسام القارب.
المصدر : مهاجر نيوز