أخبارمحليات

إيطاليا: انزلاق للتربة يخلف قتلى ومفقودين في جزيرة إيسكيا والسلطات تعلن حالة الطوارئ

قررت السلطات الإيطالية الأحد إعلان حالة الطوارئ في جزيرة إيسكيا المحاذية لنابولي جنوب البلاد، حيث تسبّب هطول أمطار غزيرة في انزلاق للتربة السبت لقي على إثره أربعة أشخاص حتفهم بالإضافة إلى فقدان نحو عشرة أشخاص. وغالبا ما يتم إعلان حالة الطوارئ في المنطقة جراء زلازل أو انفجارات بركانية أو بسبب الأحوال الجوية القاسية.

قالت وسائل إعلام إيطالية بعد ظهر الأحد أن الحكومة الإيطالية أعلنت حالة الطوارئ في جزيرة إيسكيا المحاذية لنابولي جنوب البلاد إثرانزلاق للتربة السبت. وأفادت بأنه تم العثور على أربع جثث بعد إعلان العثور على جثتين في وقت سابق، موضحة أن الحصيلة الرسمية إلى غاية المساء، لم يتم الإعلان عنها بعد من قبل حاكم نابولي كلاوديو بالومبا.

ويواصل أكثر من 200 عنصر من الحماية المدنية وقوات الأمن البحث في عين المكان عن حوالي عشرة مفقودين، بينما ينشغل مئات المتطوّعين في تنظيف شوارع البلدة.

وفي مشهد مروع، تظهر بقايا سيارات وحافلات سحقها عنف الانهيار الطيني والصخور في كلّ مكان، بينما يسعى بعض العمّال إلى فتح الطريق للوصول إلى المنازل والسيارات والمتاجر.

وغالباً ما يتمّ إعلان حالة الطوارئ في شبه الجزيرة عقب زلازل أو انفجارات بركانية أو بسبب الأحوال الجوية القاسية، لأنّ هذه الحالات تستوجب إجراءات سريعة لتعبئة الأموال والموارد، بما في ذلك تلك المخصّصة للحماية المدنية، من أجل التدخّلات الطارئة أو إنشاء مرافق استقبال المنكوبين.

سياحة مكثفة وتمدّن مدمّر

وقال سلفاتور لوريني (45 عاماً) أحد سكان إيسكيا لوكالة الأنباء الفرنسية: “إنه وضع يؤلمنا، خصوصا للأشخاص المفقودين تحت الجبل. نحن في جزيرة حتى إذا كنا لا نعرف بعضنا جميعا”. مضيفا “انحدر الجبل مخلفا دمارا في المتاجر والسيارات والفنادق … أقوم الآن بتنظيف متجر حماتي”.

من جهته، قال اياكونو ماريا (64 عاماً): “يجب أن أكون صادقاً، سأغادر كازاميتشولا إذا أمكنني ذلك لأنني أجد صعوبة في العيش هنا، حتّى لو كان يجب أن أقول إنّ منزلي تغلّب على الزلزال والفيضانات”، مؤكداً أنّ الأحداث “كسرت قلبه”.

هذا، وكان قد أعلن البابا فرنسيس بعد قداس الأحد “أنا قريب من سكان جزيرة إيسكيا المتضررة من الفيضانات. أصلي من أجل الضحايا وكل الذين يتألمون وكافة طواقم الإنقاذ”.

من جهته، قال تومازو موراماركو مدير معهد البحوث والحماية الجيولوجية المائية لوكالة “أجي”، “في إيسكيا، هناك تمدُّن أصاب ودمّر الأراضي بكاملها”.

ويشاطره الرأي الجيولوجي ماريو توزي الذي أوضح لصحيفة “لا ستامبا” أنّه “عندما دخلت الجزيرة مرحلة السياحة المكثفة، كان نمو البنى التحتية متسارعاً، وخنق كل العناصر الطبيعية في المكان كما غطّى الإسمنت كل شيء”، مشيرا إلى وجود آلاف من المنشآت غير الصالحة في إيسكيا.

وكانت بلدة كازاميتشولا تيرمي التي يبلغ عدد سكانها ثمانية آلاف نسمة في الشتاء، قد شهدت زلزالاً أدى إلى مقتل شخصين في العام 2017. وهي بلدة دمرها بالكامل زلزال أقوى بكثير في نهاية القرن التاسع عشر.

المصدر : فرانس 24

إغلاق